القائمة الرئيسية

الصفحات

دور العلاقات الإنسانية و المهنية في المؤسسة التربوية


 دور العلاقات الإنسانية و المهنية في المؤسسة التربوية


إن المؤسسة التربوية ليست مكانا فقط لتلقين المعلومات و التكوين من أجل مستقبل بعيد وإنما هي صورة مصغرة للحياة الاجتماعية فهي تتميز بطغيان العنصر البشري فهي تضم الموظفين الإداريين والأساتذة و العمال و التلاميذ وتتصل بالأولياء و الجمهور و تتفتح على المحيط الخارجي، مما يجعل العلاقات ذات أهمية بالغة ويدفعنا إلى توضيح هذه الأهمية و دورها الفعال داخل المؤسسات التربوية.

1)أهمية العلاقات الإنسانية داخل المؤسسات التربوية:


   العلاقات الإنسانية تترك أثرها الكبير على العلاقات المهنية بحيث المؤسسة في جوهرها تبدأ بالإنسان و تنتهي به وإليه و لابد لنجاحها من معرفة هذا الإنسان و مراعاة ميوله و دوافعه و حاجاته
وعلاقاته وكيفية تحضيره على تقديم أفضل ما لديه ولقد أدرك المهتمون بالإدارة أثر العلاقات الإنسانية على العمل فأولوها عناية فائقة ولقد تأكد أن العلاقات الإنسانية أساس نجاح الإدارة حيث يقال أن :<< رضا الفرد يحقق كفاءة العمل>> و نظرا لأهمية العلاقات وأثرها على سير المؤسسة فقد أصدرت وزارة التربية القرار رقم 778 المؤرخ في 26 أكتوبر و المتعلق بنظام الجماعة التربوية في المؤسسات التعليمية و التكوينية الذي ألغاه القرار الوزاري رقم 65 المؤرخ في 12 جويلية 2018 والذي يهدف إلى ضبط العلاقات بين أعضاء المجموعة التربوية ومساعدة المدير على القيام بدوره وفي إطار منظم و ضمن مجالات محددة على أساس علاقات منسجمة و متكاملة لتحصين المؤسسة من كل الصراعات و النزاعات مع العمل على توفير الجو الملائم الذي يمكنها من القيام بمهامها التربوية على أحسن وجه ولابد على المدير أن يلعب الدور الأساسي في ازدهار العلاقات الإنسانية داخل المؤسسة التربوية و يعمل على توفير الجو الذي يساعد الجميع على أداء مهامهم بكل سهولة وتيسير ويحضرهم على العمل بإقبال وحماس و للوصول إلى ذلك على المدير أن يتصف بالصفات التالية:
- التعرف على شخصية العاملين معه من نواب وأساتذة وعمال ، وتلاميذ ، ومع من له علاقة بالمؤسسة كالأولياء و الوصاية و السلطات المحلية ، ليعرف كيف يكسب ثقتهم و احترامهم وتقديرهم مما يساعده على التأثير وكسبهم ، الأمر الذي يساعده على أداء مهامه على أحسن وجه.
2-التحلي بالروح الجماعية و العمل على بعثها بين أعضاء الفريق الإداري و التربوي ، باعتماد أسلوب التشاور و النصح والإقناع و التعاون .
3- العمل على التوفيق بين الجميع وتوفير الجو الملائم لتوحيدها لتحقيق تفكير منسجم و موحد يعمل للوصول إلى هدف ضمان السير الحسن للمؤسسة.
4- تفهم اهتمام ودوافع الآخرين، و إلتماس الأعذار لهم ، مع احترام رأيهم و أن يخالف رأيه
5- الإحاطة بالحالات الخاصة للعاملين معه و الاهتمام بمشاكلهم الشخصية ومساعدتهم  على حلها ،
وإشعارهم بالمشاركة و التفهم خاصة في حالات المرض و الحوادث.
6- التحلي بالتواضع وخفض الجانب مع التجاوز على الهفوات ، أو التنبيه إليها بالحكمة ، وفي المكان و الزمان المناسبين " ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم"
7- العمل على تأمين العلاقات بين مختلف العاملين بالمؤسسة ، بإشاعة روح الوئام وإصلاح ذات البين ، من أجل تكوين مجموعة متماسكة ، قادرة على تذليل الصعوبات ، و التحصين ضد الصراعات المحتملة .
8- السعي إلى تحسين العلاقات مع المحيط الخارجي لمفهومه الواسع حتى يضمن مساعدته للمؤسسة مما يمكنها من النجاح في أداء مهمتها .
9- الإعلام المستمر من أجل التكوين الدائم و النوعية المتواصلة ، وهذا من مختلف الاتصالات و اللقاءات و الاجتماعات و المجالس ليدرك الجميع حقوقهم و واجباتهم .
10- جعل هذه العلاقات تساعد على تنمية الشعور بالمسؤولية و تقوية روح الثقة  والتفاهم و التضامن ، وهذا ليس بالأمر السهل المهين ، إذ العلاقات الإنسانية كما يقول الدكتــــــــور
جلال عبد الوهاب : " فن وعلم ، إذا نظرنا إليها من الناحية التطبيقية أي من ناحية التنفيذ فهي فـن وعلم من ناحية أنها تتبع الأسلوب العلمي في البحث و التشخيص". مما يتطلب من المدير ثقافة واسعة، وحنكة بالغة ، و شخصية قوية، و ثقة بالنفس لا حدود لها ، ليتمكن من التوفيق بين صرامة القانون، ومرونة العلاقات الإنسانية ،ويجمع بين السلطة والحزم، و المرونة و اللين في آن واحد
( فتكون له يد من حديد في قفاز من حرير )مما يضمن الاستقلال و السير الحسن للمؤسسة.
هذا عن أهمية العلاقات ودور المدير في ازدهارها فماذا عن علاقات المدير بمن معه في المؤسسة وبمن علاقة بها؟

2- علاقة أعضاء الجماعة التربوية:

2-1- نائب المدير لدراسات:
باعتباره ذراعه الأيمن بحكم مهامه وصلاحياته ، يساعده في النشطات الادارية والتربوية ،كما ينوب عنه في حالات التعذر في جميع المهام ، باستثناء الامر بالصرف . وعلى هذا الاساس يقدم هذا الاخير تقارير وعروض حال دورية عن النشطات الجارية في المؤسسة.
كما تربط نائب المدير لدراسات مع المقتصد علاقات عمل في المجالات التالية التربوي والبيداغوجي والمادي والمالي وتربطه علاقات مع مستشاري التربية الذين يساعدونه في مختلف النشاطات الادارية ، والبيداغوجية التربوية ، ويقدمون له تقارير يومية وعروض حال عن نشاطات الفاعلين في المؤسسة من تلاميذ وأساتذة .
كما أن لنائب المدير لدراسات علاقات مع التلاميذ وأوليائهم من خلال متابعة نشاطاتهم ونتائجهم المدرسية. وتبقى علاقته مع الأساتذة وطيدة ومباشرة إذ يتابع نشاطاتهم التربوية ومواضبتهم في العمل وتنفيذ التوجيهات والتعليمات التربوية . أما علاقته بالسادة مفتشي التربية ، فهي محدودة جدا تتمثل في تقديم معلومات عن الاساتذة ونشطاتهم التربوية.
2-2- المقتصد:
علاقة مبنية لكونه مساعده المباشر في تسيير المستخدمين العاملين تحت إشرافه وأعوان الخدمات ، كما تقدم له تقارير و عروض حال في إطار ممارسة مهامه وصلاحياته.
 يعمل على توفير كل الظروف المادية والتعليمية و الاجتماعية ومسك الحسابات وتأمين الهياكل وتوظيفها . كما يسهر على متابعة الاعمال التقنية ، وهو عضو في المجالس الأدارية و التربوية والبيداغوجية باستثناء مجالس الأقسام .
لهذا الاخير علاقات بنائب المدير للدراسات ومستشار التربية في المجلات التربوية والمالية، وتحسين الظروف المادية والمعنوية التي يتم فيها تمدرس التلاميذ وكذا الحياة بالداخلية و صيانة المرافق التربوية والاجتماعية . وله أيضا علاقات بالأساتذة والتلاميذ كتوفير الإمكانيات و الوسائل التعليمية . أما التلاميذ فتتمثل علاقاته بهم في متابعة حقوق التمدرس ، والمنح المدرسية ، والجمعية الثقافية والرياضية .
أما علاقته بالهيئات الاجتماعية والإقتصادية فتتمثل في الصفقات وتموين المؤسسة بمختلف المواد وكذا الحماية المدنية ، والمراقبة المالية والخزينة .
2-3- المستشار في التربية :
         تتمثل علاقته بالمدير في النشطات التربوية والبيداغوجية و تنظيم الحياة المدرسية ، ومتابعة نشاطات التلاميذ ، ويقدم له التقارير وعروض حال دورية عن نشاطات التلاميذ والأساتذة . وله علاقة بالناظر في المجلات التربوية والبيداغوجية و الإدارية ، كما له علاقة بالمقتصد في تحسين الظروف المادية و المعنوية لتلاميذ ومحاربة الإتلافات . أما علاقاته بالتلاميذ فتتجلى في متابعة مواضبتهم و نتائجهم كما أن له علاقات بالأساتذة من حيث متابعة غيابات التلاميذ و فرض انضباطهم و استدعا أوليائهم عند الطلب ، ورصد علاماتهم في الكشوف ، زيادة على هذا علاقاته اليومية المبنية على الاحترام المتبادل بين الطرفين. وله أيضا علاقات بمساعدي التربية باعتبارهم أعوانا له يساعدونه في تأطير التلاميذ وتربيتهم ، وهم بدورهم يقومون بنشاطات تربوية ، وبيداغوجية وينسق العمل معهم ويبلغهم كل التعليمات والتوجيهات التي استقاها من النصوص المعمول بها و من تجربته الخاصة ، ويسهر كذلك على تكوينهم.
2-4- الأساتذة :
تمكن من توفير الظروف الملائمة لعملهم ، في جو من التشاور والتحاور ، والتعاون والتقدير المتبادل وترتكز علاقة المدير بهم في متابعة نشاطاتهم المختلفة وزيارتهم في الأقسام بغرض تكوينهم وتوجيههم . كما يساعدهم على حل مشاكلهم الخاصة ، وتجاوزها وتتمتن أيضا من خلال المجالس والإجتماعات والاتصالات اليومية وجلسات التنسيق، وللأساتذة علاقة مباشرة مع الناظر ، في النشاطات التربوية والبيداغوجية ، ونتائج التلاميذ ، والندوات الداخلية ، كما لهم علاقة بالمقتصد تتجلى في توفير الأمكانيات والوسائل التعليمية بما في ذلك الالقضايا المالية المختلفة . وتبقى علاقاتهم بمستشار التربية وطيدة ، تتمثل في متابعة التلاميذ و مواظبتهم على الدروس والنتائج المدرسية ، ومساعدتهم بإبداء رأيه في سلوكهم .
و لهم كذلك علاقات مع مساعدي التربية كونهم يساهمون في النشاطات التربوية و البيداغوجية والإدارية .
وللأساتذة علاقات يومية مع التلاميذ في تربيتهم وتعليمهم وتكوينهم وتنشيطهم. ويستعين هؤلاء الأساتذة بالأولياء في كل القضايا التربوية ، والتعليمية ،والسلوكية ، قصد إشراكهم في العملية التربوية و تحميلهم مسؤولياتهم اتجاه أبنائهم.
2-5 التلاميذ :
        يعتبر التلميذ محور العملية التربوية ، إذ يجب الإهتمام بهم من حيث متابعة الدروس والمواظبة عليها وتهذيب سلوكهم ونظرا لهذه الأهمية ، يعمل المدير على تكثيف الاتصالات بهم وتحسيسهم بمدى حرصه على مصلحتهم ، وتتجلى علاقته بهم من خلال مجالس القسم ونتائجهم المدرسية و النشاطات الثقافية المنظمة لصالحهم ، كما لهؤلاء التلاميذ علاقات بمستشار التربية ومساعدي التربية تتجلى في المواظبة ، وحسن السلوك ، وتوفير الظروف المادية والمعنوية لهم .
كما لهم علاقات بالمقتصد من خلال المنح المدرسية والحقوق المثبتة على العائلات والجمعية الثقافية والرياضية .
كما لهم علاقة بالأساتذة في متابعة الدروس المنظمة لصالحهم والنتائج المدرسية المتعلقة
بهم. وحسن السلوك و تبادل الاحترام والتقدير . وتبقى علاقتهم وطيدة مع الناظر ومدير المؤسسة و المتمثلة في التسجيلات ، وتوفير الظروف المادية والمعنوية وتنظيم مختلف الأنشطة الثقافية والرياضية.
2-6- جمعية أولياء التلاميذ: 
     تعتبر الجمعية همزة وصل بين المدرسة والأسرة وتتمثل علاقتها بالمؤسسة في دعمها المادي والمعنوي ، والمساهمة في حل بعض المشاكل ، وفي ترقية جو العمل بها في إطار التنسيق والتشاور المستمرين .
2-7- هيئة التفتيش :
          تتمثل علاقته بالسادة المفتشين من خلال متابعة نشاطات الأساتذة والإداريين ومراقبة ومتابعة أعمالهم مع توجيههم و تكوينهم ، مع السهر على تجسيد و ترجمة إرشاداتهم  وتوجيهاتهم .
وينعكس مجهودهم بالفائدة على الأشخاص والمؤسسة في آن واحد.
2-8- مديرية التربية :
 تعتبر مديرية التربية امتداد طبيعيا لوزارة التربية وفي إطار اللامركزية الإدارية والمالية وعمليا تتمثل علاقته بها في تنفيذ التعليمات الصادرة عن مصالحها،مع مراعاة احترام الرزمانة الإدارية،وتقديم الأعمال آجالها هذا يكون الاتصال بالهيئات والسلطات خارج القطاع،عن طريقهما 
2-9 - النقابة:
علاقته بالفرع النقابي، صاحب التمثيل القانوني للموظفين والعمال بالمؤسسة والتي لها حق الممارسة النقابية في القضايا الاجتماعية والمهنية تقتضي منه توفير كل الظروف المادية والمعنوية وتقديم التسهيلات اللازمة لممارسة نشاطاتها طبقا للقانون.

تعليقات

التنقل السريع